خاص التحري نيوز

ضياع الأجيال في لبنان: مدارس بدون تفتيش ووزارة بدون رؤية… جويل خالد طبو .

طبو … الحائزة على ماجستير إدارة مؤسسات تربوية.
و أخصائية في علم القيادة من جامعة هارفرد

لبنان، البلد الذي اعتبر لسنوات طويلة مركزاً للتعليم والتفوق الأكاديمي في المنطقة، يشهد اليوم تحولاً مؤلماً في مجال التعليم. مع تزايد الفجوة بين الأثرياء والفقراء، وتراجع جودة التعليم العام، يتساءل الكثيرون عن مصير الأجيال اللبنانية القادمة.

تتعرض بعض مدارس لبنان لعدة تحديات، أبرزها الإهمال والفساد. تفتقد هذه المدارس إلى التفتيش الفعّال والمتواصل، مما يفتح الباب أمام مختلف أشكال الفساد والتلاعب بمصالح الطلاب والمعلمين. تصبح المدارس مسرحاً لتبادل المحسوبيات والرشى، بدلاً من أن تكون بؤراً للتعليم والتنمية.

وبينما يواجه المدارس تحدياتها، تتخبط وزارة التربية اللبنانية في غياب رؤية واضحة. فقد فشلت الوزارة في تطوير استراتيجيات شاملة لتحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية صالحة. بدلاً من ذلك، تغلبت البيروقراطية والمحسوبيات على قرارات التطوير، مما أدى إلى تدهور الوضع التعليمي بشكل ملحوظ.

تطالب المجتمعات المدنية والأهلية السلطات اللبنانية بالتدخل الفوري لإنقاذ التعليم في البلاد. يجب على الحكومة تكثيف الجهود لتفعيل دور الرقابة والتفتيش على المدارس، وتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد في النظام التعليمي.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على وزارة التربية وضع رؤية واضحة وخطط عمل قابلة للتنفيذ لتحسين جودة التعليم وضمان توافر بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للطلاب والمعلمين على السواء.

إن لبنان بحاجة ماسة إلى إصلاحات جذرية في نظامه التعليمي، وهو تحدي لا يمكن تجاهله إذ يتعلق بمستقبل الأجيال القادمة وباستقرار المجتمع ككل.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »