خاص التحري نيوز

بلاد مستباحة … د . خالد جمال .




اكثر ما يؤلم فيما يجري من احداث حالية،بين اسرائيل وايران ،هو ان هنالك ثلاث دول وكأنهم غير موجودين على الخريطة الجغرافية للمشرق العربي ،الممتد من حدود ايران شرقا الى حدود غزة جنوبا،وهذه الدول هي كما تكهنتم ،العراق وسوريا ولبنان ،واذا كان هنالك بعض الهياكل في العراق ولبنان ،فانها في سوريا قد اندثرت بالكامل.
تمت السيطرة على سماء هذه البلدان ،من قبل اسرائيل والتحالف الدولي ،وتمت السيطرة البرية عليهم من قبل ايران.فلا عجب ان تقوم اسرائيل في قصف السفارة الايرانية ،في حي المزة الراقي وسط دمشق ،في وقت كان يجتمع فيه قادة الحرس الثوري المشرفين على احوال سوريا ولبنان ،بينما الدولة السورية بين مزدوجين لا تعلم شيئا عن ما يجري فوق ارضها او على ارضها .ولا عجب ان ترسل ايران الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمجنحة ،لتعبر فوق هذه الدول ،دون اي اعتراض او حتى احتجاج او على الاقل اعلامها بهذا الامر ،وعلى الرغم من ان كلها سقطت فوق هذه الدول ،ولم تؤدي الى اي اذى للدول العبرية ،الا انها كانت دليلا كافيا على ان الدول الثلاث هي مجرد ملعب مفتوح بين المتخاصمين على التحكم بها والتمتع بخيراتها،دون ان ننسى ان بعض ابناء هذه الدول ينحازون بالولاء لاطراف الصراع ،وعلى قدر عال من الحماسة في اغلب الاحيان.
لا يمكن الا ان نشير في هذا المقال الى حدث البارحة ،باقل قدر ممكن من التفاصيل ،فنتيجة الهجوم البارحة كان باهتا وخفيفا لدرجة تدفع البعض للقول بانهم لو تراشقوا بالحجارة لكان الاذى اكبر.بالاضافة الى ذلك يمكن ان نشير بان الهجوم ،الحدث، وقع على البارد ،اي بتخطيط وتوقيت ايران ،وهو ما قلل من فعاليته ،بدل ان يحدث على الساخن فيحدث اذى اكبر وشرعية افضل.وهنالك عامل اخر بانه اتى بالعلن ،فعلمت به كل القوى التي ستضرر منه قبل ايام من حدوثه مما اتاح لها الاستعداد لمواجهته ،ولو اتى بالسر ومن مكان قريب لكانت نتائجه اقسى .وربما كان كل هذا السيناريو مرتبا ومدبرا بحيث اتى كما اراد من يدير اللعبة ،واحوال الاقليم بما فيها الاستباحة الشاملة ،للدول الثلاث ،العراق وسوريا ولبنان ،بعد ان حول فلسطين الى اسرائيل ،التي يجب ان لا ننسى في خضم الصراعات بانها الدولة الوحيدة التي تملك اسلحة نووية في هذا الهلال الخصيب وما حوله.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »