خاص التحري نيوز

خاص: لماذا يخشى المعارضون الحوار الرئاسي؟!… هادي العمر ..

 

أقل من شهرين ويمر عام على الحوار الرئاسي؟ في قصر بعبدا، دون أن تنجح جلسات الانتخاب الـ12 المتتالية، في ملء الفراغ بالرئيس المناسب، رغم كل المبادرات الحوارية التي كان الرئيس نبيه بري أول من أطلقها بعد جلسة الانتخاب الأولى في مجلس النواب، والتي لقيت مؤازرة من حزب الله مراراً وتكراراً دون كلل أو ملل، حتى باتت دعوات الحزب للحوار لازمة تتردد على ألسنة قياداته ومسؤوليه في كل خطاب دون أن تلقى صدى من الفريق الآخر، الى أن أتت مؤخرًا مبادرة الرئيس بري بذكرى تغييب الامام موسى الصدر، ودعت لحوار مفتوح على مدى سبعة ايام يعقبه جلسات متتالية لانتخاب الرئيس. لكن اللافت أن كل تلك الدعوات والمبادرات من الثنائي (حزب الله وحركة أمل) ومعها دعوة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قوبلت ولا زالت بهدم جسور التلاقي، وقطع اليد الممدودة بدل ملاقاتها في منتصف الطريق. ما يطرح تساؤلات جمة عن سر خشية من يطلقون على أنفسهم اسم “المعارضة” من الحوار بشأن الاستحقاق الرئاسي؟!.
يرى مراقبون أن الجمود الرئاسي، والأفق المقفل والمسدود، لن تخترقه الاصطفافات والتمترسات السلبية خلف المواقف، كونه يحتاج الى مبادرات وتلاقي، كتلك التي يصر عليها الثنائي الوطني، ويسأل المراقبون:”بماذا ينفع التخندق اليوم سوى إطالة أمد الشغور الرئاسي؟، وعلى ماذا يراهن رافضو الحوار، على تبدلات وتحولات دولية واقليمية؟.
الواضح أن اهتمامات الدول الكبرى اليوم في مكان آخر، اما اذا كانت رهاناتهم محلية، فالتجربة على مدى 12 جلسة ثبّتت حال المراوحة، وبيّنت أن تحالفاتهم وتكتلاتهم هشة وفي تراجع مستمر، كونهم لم يتمكنوا من تغيير واقع الحال حتى في ذروة تقاطعهم مع التيار الوطني الحر، فكيف بنا اليوم بعدما أضحوا في عزلة تامة أسرى مواقفهم الانعزالية، خصوصًا بعدما فتح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قناة حوار مع حزب الله، وبعدما انتقد النائب السابق وليد جنبلاط مؤخرًا الرفض المسبق للحوار، معتبرًا أنه يضاعف المأزق، وداعيًا إياهم للجلوس مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من أجل الرئاسة ومستقبل لبنان.
اذا كان رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ورئيس “الكتائب” سامي الجميل وسواه لم يأخذوا بنصيحة حليفهم السابق وليد جنبلاط، لعلهم يأخذوها من نجله تيمور والذي رغم حداثة تجربته السياسية برئاسة التقدمي الاشتراكي الا أنه أظهر فهمًا للواقع السياسي اللبناني، فاقهم بأشواط، حينما بصم على مواقف والده بتغريدة دعاهم فيها لوقف تضييع الوقت وتراكم المآسي، والذهاب لحوارٍ جاد للخروج من الأزمة.
على ضوء ذلك، يبرز السؤال، ما الذي ينتظره هؤلاء طالما ان المسار بات معروفًا والطريق محددة وواضحة، أليس بانتظارهم هذا يفوتون على اللبنانيين فرص هائلة، سيما وان الشأن الاقتصادي والمعيشي في لبنان بأمس الحاجة لوضع الرئاسة على سكة الحل السريع من أجل انتظام عمل مؤسسات الحكم تفاديًا للانهيار، وللتخفيف عن كاهل الناس بظل الازمة التي يعانون منها؟!. ثم ألا يعلم هؤلاء ان تعطيل المبادرات الحوارية الرئاسية واحدة تلو الاخرى يدفع ثمنه اللبنانيين؟!، والا يعلمون أنهم عزلوا انفسهم بمواقفهم وباتوا بتعنتهم أقلية رافضة للحوار يقابلها الثنائي الوطني والتقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر ونواب السنة وسواهم؟!. أما بعد فما هذا القدر من اللاثقة بأنفسهم حتى يتهربون من طاولة حوار تجمعهم مع الآخر؟!، ألهذا الحد يخافون الحجة والمنطق ولا يمتلكونها حتى يتهيبون الموقف ويتذرعون بحجج واهية للمقاطعة وعدم المشاركة؟!، ثم ألا يعني ذلك كله أنهم لا يريدون انتخاب رئيس ونيتهم الفعلية استمرار الفراغ؟
إزاء ما تقدم، لا يمكن لرافضي الحوار سد كل أفق الحل الرئاسية، وتعطيل كل المبادرات الحوارية المحلية والخارجية، ثم الخروج من أبراجهم العاجية لاتهام الاخرين بتعطيل انتخاب الرئيس، لأنهم بذلك ثبتوا بسلوكهم ومواقفهم أنهم العقبة الرئيسية أمام هذا الانتخاب. لكن ما الذي يخشاه هؤلاء من الحوار؟!، سيما أن كل التجارب السابقة (2008 و2016 ) تؤكد اننا لم نصل الى انتخاب رئيس جديد للبنان الا بجلسات الحوار والانفتاح على الآخر، ألم يحصل ذلك يوم انتخاب الرئيس ميشال سليمان حينما سبقته جلسات حوارية في الدوحة، ويوم انتخاب ميشال عون رئيسًا بعدما تفتحت قنوات الحوار بينه وبين الرئيس سعد الحريري وبعدما توصل بالحوار مع “القوات” الى اتفاق معراب؟!.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »