خاص التحري نيوز

خاص : لهيب الشّمال وفوبيا حزب الله..!!!

 

كتب المحرر السياسي في موقع ” التحري نيوز’ .

“ذهاب” أو “فوبيا حزب الله”، لا يصيب حكومة “إسرائيل” وجيشها على الجبهة الشماليّة مع لبنان فحسب..عدواه أكثر إفراطًا في البيت الأبيض في واشنطن، والذي جهد ويجهد منذ بدء “طوفان الأقصى” والعدوان “الإسرائيلي” على غزّة، لتحييد جبهة القتال مع حزب الله. والدليل ما نقله موقع “أكسيوس”، عن ثلاثة مصادر “إسرائيليّة” وأمريكيّة مطّلعة، أنّ: “وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن طلب من نظيره “الإسرائيلي” يوآف جغلانت تجنّب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة مع حزب الله اللبناني”.
قبل الخطاب الأول للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؛ أنظار إدارة “بايدن” كانت عين على غزّة، وأخرى على لبنان. ففي غزّة تقود الحرب مباشرة، وفي لبنان تشغّل دوائرها وأذنابها على أكثر من خط، خط الاحزاب التقليديّة الدائرة في فلكها، حيث تتولّى ترداد نغمة المواقف الرافضة لما يسمونه جرّ لبنان إلى الحرب، وخط منظّمات الـــــــNGOS ، حيث قاد حملات إعلاميّة منظّمة بهدف استقطاب شرائح شعبيّة تعارض انضمام حزب الله الى الحرب.. هذا بالتوازي، مع خط الوساطات والسّفارات والبعثات، من فرنسية وبريطانية وسواها، وآخرها الموفد الأميركي “آموس هوكشتاين”، وكلّ هؤلاء كانوا مكلّفين بمهمة دبلوماسيّة محدّدة، استطلاع واستكشاف نوايا حزب الله، وإيصال رسائل تهديد مباشرة ومبطّنة، مدعومين بإجراءات ميدانية، تكفلت من خلالها واشنطن تحريك أساطيلها البحرية، باتجاه البحر المتوسط، وسربت بل وصرّحت أن إرسال تلك البوارج ليس مخصصًا لــــ”غزّة” إنّما لــــ”حزب الله” وإيران.
كل تلك التهديدات ورسائل الضغط الأميركية، ذهبت أدراج الرياح مع توالي عمليات المقاومة اليوميّة وتراكمها على الحدود الجنوبيّة، والتي لم تترك موقعًا إلا وطالته، أو تحصينًا إلا ودكّته، أو منظومة مراقبة وتجسّس إلا وأعمته.. إزاء ذلك، وأمام عقم التهديدات الأميركيّة اضطرت إدارة “بايدن” للرضوخ أمام قواعد الاشتباك الجديدة التي وضعتها مقاومة حزب الله بالنار، مع مواصلة السّعي لمنع إنجرارها الى حرب واسعة. فسعت لكي تكون هي ضابطة لايقاع المشهد، لكنّها مع كلّ أساطيلها لم تستطع أن تحل دون توسعة المقاومة بيكار عملياتها وفقًا لمقتضيات الميدان، حتى خرج الأمين العام مجددًا، ليعلنها صراحة، في احتفال يوم الشّهيد، أن الكلام هذه المرة للميدان، وبمعنى آخر، الميدان هو الذي يقرر، إما وقفًا للعدوان على غزّة، أو تدحرجًا نحو الحرب الكبرى.
وإن كان بعض القاصرين عن فهم خطاب السيد نصر الله، أو بعض المزايدين، وهم قلّة، غرّدوا خارج السرب، لكنّ العدو فهم، بشكل واضح، ما عناه السّيد، خلال ساعات قليلة ما قبل الخطاب وبعده. فقد عبّرت وسائل إعلام العدوّ، بشكل واضح، عن حجم ما يجري على الجبهة الشّمالية، فقالت القناة 13 العبريّة: “يمكن القول إنّ القطاع، هنا، في الشّمال كلّه تحت الهجوم”. كما نقلت، عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال، قولهم إنّ حزب الله يخوض عمليًا حربًا حقيقية كاملة، يُقتل فيها ويُصاب العشرات من الجنود والضباط، وتحوّلت معها عشرات المستوطنات إلى أماكن بلا سكان”، بينما كتبت المعلّقة السياسيّة والأمنيّة في صحيفة اليمين “يسرائيل هيوم”، شيريت أفيتان كوهن، يوم أمس الاثنين، أنّ نصرالله يرفع مستوى اللهيب يومًا إثر يوم، وقادة حزب الله هم الذين يقرّرون من يعيش ومن يموت، مضيفة أن: “وزير الدفاع” ونتنياهو يغمضان عيونهما أمام نار متواصلة، على البلدات، الناس والجنود، ويأملان في أن يكتفي نصرالله بالضرر الذي ألحقه حتى الآن”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »