خاص التحري نيوز

وهم الدولتين … د . خالد جمال .


ستهدر المياه في القنوات، وستدور المراوح، ويلف الحجر، وستسمعون ضوضاء وجعجعة ، ولكنكم لن تروا طحيناً، ولن تعطسوا من غباره. هل تصدقون بان في منطقة يتم تدمير الدول فيها ، هناك من يريد قيام دولة فلسطينية؟، (هل إسمع احداً يضحك). وفي الاساس هو وهم حل الدولة الواحدة، لان هنالك دولة في اسرائيل، وربما كانت الدولة الوحيدة في المنطقة، لان الباقي قضى عليه، الاستعمار بالتحالف مع الاخوة الاقليميين.
مسار مدريد ، ومن خلفه مسار اوسلو ، كان من اجل إنشاء دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية ، كان ابو عمار ومنظمة التحرير، وكان الشعب الفلسطيني، وكانت الدول العربية، باستثناء العراق المحاصر ، في حالة مقبولة نسبياً، ولم تكن هنالك انتفاضات ولا حروب اهلية، ولا انهيارات اقتصادية، ولم يكن هناك تدخل ايراني. وكانت اميركا بكامل سطوتها ولا منافس او مزاحم لها لا في الاقليم ولا في العالم. ومع ذلك قتلوا رابين ثم قتلوا ياسر عرفات، ثم اكملوا تصفية قيادة منظمة التحرير، ثم قتلوا قيادة حماس، ثم استمروا في الاستيطان، ثم نقلت اميركا سفارتها الى القدس، ثم عقدوا الاتفاق الابراهيمي ، ثم سقطت كل الدول المعنية بقضية فلسطين في الحروب والانقسامات، ثم تولت امورنا ايران، ثم تم انتخاب اقصى اليمين في انتخابات اسرائيل الاخيرة، ثم اتت عملية طوفان الاقصى، كوجبة انتظرها جائع منذ زمن، ثم كانت الحرب التي دمرت غزة حجرًا وبشرًا، والضفة يجتاحها قطعان المستوطنين، بمؤزارة من الجيش، دون حسيب او رقيب، ويتسع الاستطيان كل شهر، ثم يأتي من يقول لنا بانه ستنشأ دولة فلسطينية ، ويريدون منا ان نصدق. هذا كله كذب بكذب وكل ما نراه لا يعدو كونه تصفية لقضية فلسطين عن بكرة أبيها، والشهود هم العالم الحر وروسيا والصين وتركيا والدول العربية، اما دول محور المقاومة، فانه يمارس يومياً غسل اليدين ، لكي لا يرى الدماء.
هل هناك ما يمكن ان نفعله؟ نعم ، لا تستهينوا بقوة الدعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »