مجتمع

غزوات تصنع التاريخ … د. خالد جمال .  

غزوات تضنع التاريخ

او الاصح القول انها تحشد له ، فتخدم اخصامه او اعداء قضاياه. كلما فتر مجتمع واستكان الى حال من الجمود، أرسلنا له غزوة ، فاعدنا تعصبه وعصبيته، ودفعناه الى اتجاهات الانتقام ، التي تخدم قضايا فعالياته السياسية وخططها الاستراتيجية.

غزوة نيويورك بقيادة القاعدة، افتحتت القرن الواحد والعشرين ، اما نتائجها المباشرة فكانت احتلال افغانستان والعراق ، وإزالة الحاجز القائم امام ايران لاقتحام البلدان العربية، والنتائج غير المباشرة ادت الى المراقبة اللصيقة، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ، لأي حركة في العالم العربي-الاسلامي.

غزوة الموصل بقيادة داعش ، أدت الى نشوء تحالف دولي ، ادى الى تدمير مدن السنة في العراق وسوريا ، والى إنشاء الحشد الشعبي وتشريعه دينياً ودستوريًا ، مع تحكم ايران بكل مفاصله.

غزوة (طوفان الاقصى)، بقيادة حماس ، أدت الى تدمير غزة على رؤوس ابنائها والى عمليات ابادة ، قل ان شهد التاريخ مثيلاً لها ، بالاضافة الى المجاعة والتهجير . وما زلنا نحصي القتلى الذين تجاوز عددهم عشرات الالاف ، والجرحى الذين لا يحصون. وقدمنا لقيادة التطرف الاسرائيلي كل الحشد المطلوب خلف سياسته.

غزوة موسكو ، بقيادة داعش، والله اعلم، يحشد بوتين ردًا على الغزوة تجاه اوكرنيا، فهناك تقبع مشكلته الكبيرة التي يريد ان يلفت نظر الشعب الروسي والعالم اليها. هل تذكرون اول ما قاله بول وولففيتز بعد غزوة نيويورك (يجب ان نحتل العراق)، ولولا ان لفتوا انتباهه الى ان القاعدة موجودة في افغانستان ، لما تغير رأيه ، وبكل الاحوال كان العراق هو الهدف الثاني.

اين يكمن سر هذه الغزوات ، التي تحشد اعداءنا ضدنا على هذا النحو.هل هي مؤامرات غربية ، يصنعها رجال الاستخبارات ، لتحقيق اهداف سياسية ، ام تقبع في تاريخنا من ذبابة النمرود الى مقلاع داوود . وكم من فئة قليلة هزمت فئة كبيرة ، دون تدبر لما يمكن ان يحدث بعد ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »