خاص التحري نيوز

في طرابلس : ابواب السياسيين اقفلت والمساجد فتحت … والخوف يتضاعف من كارثة … عمر ابراهيم .

لم يبق لابناء طرابلس من المعدومين باب يطرقونه في محنتهم سوى ابواب المساجد التي فتحت لهم ليلا نهارا بعد ان اغلقت ابواب معظم السياسيين بمن فيهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي تخلى ليس فقط عن تقديم اي مساعدة من ” جيبه” على غرار متمولين كثر في المدينة ، بل حتى غاب عن القيام بواجبه كرئيس لحكومة كل لبنان.

كثيرة هي الدعوات والمبادرات الرسمية والشعبية التي اطلقت لمساعدة المتضررين في سوريا وتركيا ، وبعضها وجد ترجمته على الارض من خلال قوافل المسعفين والمنقذين والمساعدات التي وصلت الى البلدين المنكوبين ، في خطوة ليست غريبة على اللبنانيين عموما، لكن ماذا عن طرابلس وبقية المناطق اللبنانية التي تتعرض لهزات ارتدادية منذ ايام ويسيطر على اهلها الخوف ؟.

سؤال تجيب عنه الوقائع الميدانية لا سيما في طرابلس ومحيطها لجهة البداوي والميناء ، حيث تبدو يوميات الاهالي هناك اشبه بكابوس لا يراد له أن ينتهي بعد مرور عدة ايام على الهزة التي ضربت سوريا وتركيا وكان لها تاثيرا كبيرا على تلك المناطق حيث بلغت قوتها نحو 5 درجات واستمرت حوالي 40 ثانية ، ما جعل شريحة كبيرة من المواطنين تخرج الى الشوارع وتبيت ليلتها في العراء او في السيارات وداخل المساجد وفي الحدائق .

طبعا هذه الهزة وما تبعها من هزات ارتدادية لم تسفر عن وقوع اضرار مادية او خسائر في الارواح ، لكنها هزت مشاعر المواطنين الذين ضرب الخوف قلوبهم وتحديدا الذين يقطنون في المباني المدرجة على جداول الابنية المهددة بالانهيار منذ سنوات وهي كثيرة ، او تلك التي تعاني من تشققات وتصدعات في المناطق الشعبية، وعددها في ازدياد ، وربما يكون تضاعف مع ما شهدته المدينة من هزات.

لم يسجل ان عاشت المدينة بكل اطيافها هكذا رعب وان كان بنسب متفاوتة بين من خاف ووجد مكان يلجأ اليه  وبحوزته مال ادخره لمثل هذه الظروف وبين من خرج من دون مال او مكان يقصده ووسط خوف من خسارته جنى عمره من منزل متواضع او اثاث متهالك لكنه ” يستره”.

فطرابلس التي يسجل وجود اكثر من 400 مبنى فيها مهدد بالانهيار فضلا عن عشرات المباني المتصدعة ، لا يمكن أن تنام بطمأنينة ، او ان يرتاح من يعيش في تلك الاحياء او يستكينوا مع استمرار الهزات الارتدادية، فكان الشارع هو الملاذ لهم منذ ثلاثة ايام وربما تطول الاقامة في حال استمرت الهزات الارتدادية، مع ارتفاع منسوب الخوف من حصول كارثة لجهة سقوط مبنى خصوصا ان منازل سقطت اسقفها ومباني انهارت حجارتها وسط غياب كلي للذين هبوا لمساندة سوريا او تركيا حتى من بيان يطالب بضرورة التحرك السريع باتجاه المدينة والعمل على اجراء مسح شامل للابنية المهددة ومعرفة مدى قدرتها على الصمود ، او تلك التي اصيبت وتصدعت مؤخرا.

وبانتظار ان تتحرك الحكومة بشخص رئيسها الذي عمل على مساندة المتضررين في تركيا وسوريا ، او نواب المدينة الذين غادر بعضهما طرابلس، او بلديتها، يمكن القول ان الطرابلسيين عليهم ان يكتفوا بالدعاء والترجي بعدم حصول اي هزة والبقاء على مقربة من المساجد التي ستبقى الملاذ الوحيد لهم .

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »