ثقافة و فن

الذكاء الاصطناعي يولد صوراً.. من قراءة أفكار البشر!

طوّر العلماء طريقة أكثر كفاءة تتيح للذكاء الاصطناعي قراءة أفكار البشر ثم إعادة إنشاء الصور التي يشاهدونها، في خرق جديد لما يمكن لبرمجيات الذكاء الصناعي القيام به.

وعكف باحثو جامعة “أوساكا” اليابانية على تدريب الذكاء الاصطناعي، حتى يصبح بإمكانه إعادة إنتاج صور ذات جودة جيدة، لدمية دب وطائرة وساعة وقطار، من خلال مطالعة فحوص الدماغ الخاصة بالأشخاص الذين ينظرون إلى الصور الأصلية، حسبما نقلت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية.ونجح الذكاء الاصطناعي في إعادة إنشاء الصور باستخدام فحوص الدماغ من قبل، لكن الدراسة الحالية أظهرت أنه قادر على تأدية المهمة بكفاءة أكبر، وبسرعة، ومن دون كلفة مرتفعة، ما أسفر عن صور دقيقة وعالية الجودة.ونشر كل من، يو تاكاجي وشينجي نيشيموتو، الأستاذين بكلية الدراسات العليا لعلم الأحياء، نتائجهما في ورقة بحثية، وسيجري تقديم تلك الورقة البحثية خلال مؤتمر للرؤية الحاسوبية في فانكوفر-كندا في الصيف، لكنها لم تخضع لمراجعة الأقران بعد. ويؤمن الثنائي بأن النتائج قد تساعد يوماً ما في استكشاف الكيفية التي ترى بها الحيوانات عالمنا، كما قد تساعد في التواصل مع الأشخاص المصابين بالشلل، وتسجيل الأحلام.واستخدم الباحثان برنامج الذكاء الاصطناعي “Stable Diffusion” الذي طورته شركة “Stability AI” البريطانية. ويجري استخدام البرنامج لإنتاج الصور بالاعتماد على الأوامر الصوتية، في ما يعرف باسم ترجمة النص إلى صورة. وعدل الباحثان البرنامج حتى يربط بين فحوص الدماغ الخاصة بـ4 أشخاص وبين 10 آلاف صورة نظروا إليها. ما منح البرنامج مخرجات يمكنه فهمها، وأتاح له إعادة بناء 1000 صورة من المجموعة التي شاهدها المشاركون، بدقة بلغت 80%.وصرح تاكاجي لدورية “New Scientist” العلمية: “لم أصدق عيني. ذهبت إلى المرحاض ونظرت إلى المرآة، ثم عدت إلى مكتب لألقي نظرة أخرى”. بينما قال الأستاذ غير المشارك في البحث، فيكتور بريساكاريو، من قسم علوم الهندسة في جامعة “أوكسفورد” إن الدراسة “مثيرة للاهتمام ومبهرة”. وأوضح أنها نجحت في دمج أحدث صيحات الذكاء الاصطناعي التوليدي.وأكمل بريساكاريو: “تصور أن لديك جهاز تلفزيون يمكن موالفته لتوليد صورة. هذه هي نسختهم من برنامج Stable Diffusion. لقد تعلم البرنامج تحويل فحوصات الدماغ إلى شكل تلك الوسائط التي تظهر في تلفازك”. وبسؤاله عما إذا كان البحث سيمهد الطريق أمام قراءة أحلامنا يوماً ما، قال بريساكاريو: “ليس الأمر مستحيلاً إذا تمكنت من مسح أشعة الرنين المغناطيسي الخاصة بـ100 مليون إنسان، وكان لديك نموذج ضخم من Stable Diffusion. لكن الدراسة مازالت بمثابة نموذج أولي مبكر ومثير للاهتمام”.وذكر العلماء اليابانيون أن تجربتهم تضمنت 4 أشخاص فقط، وأن توسيع نطاقها سيتطلب إعادة تدريب البرنامج. وقالوا: “أثبتنا أن طريقتنا يمكنها إعادة إنشاء صور عالية الجودة، وبإخلاص عال للألفاظ الدلالية المستمدة من أنشطة الدماغ البشري. وبعكس الدراسات السابقة لإعادة إنشاء الصور، لا تتطلب طريقتنا تدريباً أو تحسين نماذج التعلم العميق المعقدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »