خاص التحري نيوز

هذا ما جناه الحوثيون من وراء صواريخهم … عمر ابراهيم

من يقرأ تاريخ اليمن يعرف جيدا أن هذا الشعب العربي المؤمن لا يركع ولا يخضع ولا يمكن ترهيبه أو ابتزازه، رغم كل ما تعرض له سابقا من حروب ومؤامرات غربية وعربية وما زال حتى يومنا هذا، يدفع ثمن السياسات العربية الخاطئة وغياب الرؤية الموحدة حول مشروع وحدوي يعيد لهذه الامة امجادها .
اليوم يعود هذا البلد المقسم والمحاصر ويعاني شعبه الأمرين في تأمين ابسط مقومات الحياة لتنشيط ذاكرة البعض ممن تناسى تاريخه المشرف في الدفاع عن القضايا العربية، وليعيد بتضامنه مع مظلومية اهل غزة رسم صورة مشرقة عن حاضره المفعم بالنخوة والشرف العربي الذي لم يبق منه سوى الشعارات والزي الذي بات اشبه بفلكلور يرتديه حتى من لا ينطقون لغة ” الضاد”
ربما فاجأ البعض تحرك اليمن السريع انتصارا لغزة وشعبها الذي يذبح يوميا على مرأى ومسمع العالم دون ان يحرك ذلك ساكنا لمجتمع دولي وعربي، باستثناء ما قامت به دولة جنوب افريقيا من تحرك على طريق محاكمة العدو قضائيا على ما يقوم به من مجازر .
ربما راح البعض الى ربط ما تقوم به اليمن على انه يندرج في حسابات سياسية خاصة ، وهو أمر لم يزعج الحوثيين الذين اكدوا مرارا أنهم ضمن محور المقاومة، لكن ما شكل المفاجأة الأكبر أنه كيف لهكذا بلد ممزق ومنهار اقتصاديا أن ينتفض وينخرط في حرب غير متكافأة، دخل فيها في مواجهة مجتمع دولي داعم ومتضامن مع الاحتلال، وان يعرض ما تبقى من اقتصاده للدمار، خصوصا بعد أن حول تهديده إلى افعال من خلال اطلاق الصواريخ على المدن الاسرائيلية وفرض حصار بحري على السفن المتوجهة الى دولة الاحتلال ، بالإضافة إلى التحركات الشعبية شبه اليومية في الوقت الذي تقف فيه دول أخرى على الحياد وبعضها يدعم سرا العدو ويتماهى مع أميركا في موقفها الرافض لوقف العدوان على غزة قبل القضاء على حركة حماس .
تساؤلات كثيرة جعلت اليمنيين يتصدرون المشهد العام ويستحوذون على شعبية واسعة في العالمين العربي والإسلامي على وجه الخصوص، بعدما وضعوا مصير بلدهم ومستقبلهم مقابل وقف العدوان على غزة، وهو أقصى المغامرات ، خصوصا مع تصاعد التهديدات ضدهم والتي ترجمت امس بغارات اميركية – بريطانية على أهداف في اليمن، في محاولة لردع الحوثيين عن اعتراض السفن وتهديد الملاحة الدولية وما لذلك من تداعيات اقتصادية على العالم بات اثرها السلبي ينعكس على التجارة العالمية واسعار السلع الاساسية، إلا أن كل ذلك لم يثنهم عن مواصلة هجماتهم واعلانهم الاستمرار في فرض الحصار على دولة الاحتلال والتهديد بالرد على الاعتداءات، وهو أمر كان له الوقع السلبي على شركات الشحن العالمية والتي أعلن بعضها اليوم التوقف عن الشحن عن طريق باب المندب، ما سيزيد من خسائر هذه الشركات والدول التي تشحن سلعها عبر هذا الممر ، في معضلة يبقى حلها رهنا بما يطالب به الحوثيون وهو وقف العدوان على غزة.
ومن يتابع تفاعل المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي يدرك جيدا أهمية ما يقوم به اليمنيون وما يتركه من انطباع إيجابي في وجدان المتضامنين مع غزة واهلها، ومن دهشة لصلابة موقف هذا الشعب وعناده في الدفاع عن قناعاته.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »