خاص التحري نيوز

ماذا تريد ايران؟ .. د . خالد جمال .

خلال مئة يوم من حرب اسرائيل على غزة ، اختلف الكلام الاميركي عن ايران اختلافا جذريا. فبينما سارعت اميركا ، بعد عملية (طوفان الاقصى)، الى الاعلان بان لا علاقة لايران بالعملية، ولاقتها ايران في ذلك، نجدها اليوم تعلن بان المسؤول عن تحريك الساحات ، من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان ، هو ايران ، دون ان تنفي ايران ذلك، ولكنها تحاول ان تنسب الفضل الى اذرعها ، مؤكدة على حقهم في التضامن مع حماس في غزة.
لماذا اختلف الكلام الاميركي خلال مئة يوم؟ لأن الهم الاميركي في البداية كان تخفيف الضغط على اسرائيل ، خلال محاولتها تدمير غزة، اما وقد بداء الضغط بالتصاعد ليس على الاسرائيليين فقط، وانما عليها اي اميركا، وعلى مصالحها فقد اضطرت الى الانخراط مباشرة في المواجهة ، وخاصة في اليمن ردا على تهديد الممرات البحرية الدولية وتهديد امن الطاقة ، وفي العراق وسوريا ،ردا على ضرب قواعدها العسكرية.وان كانت اميركا تتجنب الاحتكاك المباشر مع ايران، الا ان اسرائيل تقوم بذلك وبعنف شديد لا يستثني اي ساحة.
فماذا تريد ايران ،من هذا السلوك ، الذي يمتد من شبه الجزيرة العربية ، حتى قلب العراق واطراف بلاد الشام على المتوسط؟هي تريد الحفاظ على امتيازاتها ، وتريد الحفاظ على ميليشياتها ،وتريد الحفاظ على نفوذها في المنطقة ، بما فيها نفوذ لحركة حماس في فلسطين، تحضيرا لاي تغييرات قد تأتي نتيجة للانتخابات الاميركية القادمة.وهي تعلم ان امن اسرائيل وامن الممرات البحرية ،هما النقطتين الرئيسيتين ، اللتان يحفظان لها كرسيا وازنا على طاولة المفاوضات والترتيبات القادمة ، عند سكوت الصواريخ والمدافع.فهل تنجح في ذلك ام تتدحرج المعارك الى ما لا يحمد عواقبه عليها مباشرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »