خاص التحري نيوز

بالفيديو : الحرب الاهلية انتهت وفاطمة ما تزال تنتظر شقيقتها واولادها .

 

خاص ( التحري نيوز)

على وقع الانقسام السياسي والطائفي الذي يشهده لبنان هذه الايام، تحل ذكرى الحرب الاهلية اللبنانية والتي لم تطوى جميع ملفاتها بعد، فيما لا تزال نفوس البعض تحن للعودة الى تلك الأيام السوداء وعودة الاقتتال الداخلي الذي نشب بين اللبنانيين وادى الى مقتل ما يزيد عن 150 الف شخص، واكثر من 300 الف جريح وما يزيد عن 17 الف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.. هذا عدا عن تهجير أكثر من مليون نسمة في بلد كان عدد سكانه ثلاثة ملايين، ونزوح قرابة 600 ألف شخص من 189 بلدة وقرية مسيحية وإسلامية، أي ما يعادل 21.8% من مجموع السكان.

خلاف او اختلاف في وجهة نظر بين اللبنانيين حول اعتماد التوقيت الصيفي او التمديد للتوقيت الشتوي كان كفيلاً باعادة رسم لخطوط تماس الحرب الاهلية اللبنانية والتي انتهت معاركها منذ عقود، في حين على ارض الواقع لا تزال تتغلغل في نفوس فريق يريد اعادة احياء امجاده التي رفعها على دماء اللبنانيين، وهو لا ينفك عن الدعوة الى الفدرالية كلما تقلص نفوذه او تراجعت حصصه من مكاسب ومدخرات الدولة.

منذ ايام، مفردات الحرب ، كانت حاضرة وبقوة ، شرقية وغربية، مسيحي ومسلم حتى ان حاجز المدفون الذي يفصل بين محافظتي الشمال وجبل لبنان كان جاهزا للدلالة على ما كان يمثله من ذبح على الهوية، وما شهدته تلك النقطة من اجرام وقتل واخفاء واختطاف لالاف اللبنانيين .

١٧ الف مفقود … لا تزال قضيتهم حاضرة ..

انتهت المعارك، الا ان ما خلفته تلك الحرب من مآسي واحزان ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، اذ لا تزال الاف العائلات تنتظر معرفة مصير ابناءها الذين فقدوا ابان سنوات (1975 – 1990) .

تكثر الروايات والحكايات عن عمليات خطف واخفاء ، اشهرها كانت تلك التي ارتكبت عند حاجز البربارة الذي كان يخضع لسلطة القوات اللبنانية ، ويحفظ ابناء الشمال الكثير من تلك القصص المؤلمة، ومنهم من لا يزال حتى اليوم يقاتل ويبحث عن خبر هنا و معلومة هناك تفيده عن عزيز له ، او حتى عن جثة او عظام ليدفنوها بسلام .

مفقودون من طرابلس …!!

كغيرها من المناطق اللبنانية، تحمل طرابلس قضية المخطوفين ابان الحرب الاهلية اللبنانية، قصص كثيرة وحكايات لا تزال عالقة في وجدان وذاكرة الاهالي ، تفاصيل اللحظات الأخيرة ما زالت حاضرة، بالرغم من مرور كل ذلك الوقت… الا انها لم ولن تمحى، لدرجة ان البعض ما زالت اعينهم تدمع كلما سلكوا طريق البربارة التي خطف لهم على حاجزها ابن او أخ او والد ، مثل حال الحاجة ام محمد جمعة التي تروي لموقع ” التحري نيوز” تفاصيل خطف زوجها، وتقول :” في العام 1980غادر زوجي منزله بطرابلس متجها الى بيروت ، لينقطع الاتصال معه ، قبل أن يصل الخبر الينا بانه خطف على حاجز البربارة على يد القوات اللبنانية ، من دون معرفة الاسباب، وقد قمنا حينا بالتوجه الى بيروت ودفعنا الاموال ووعدنا باطلاق سراحه لكن ذلك لم يحصل وما زلنا الى اليوم لا نعرف ان كان قتل او جرى نقله كما قيل لنا الى دولة العدو الاسرائيلي ليسجن هناك “.

لا تزال الزوجة تنتظر رغم مرور تلك السنين عودة الاب والزوج او معرفة مصيره، فذكراه

لا تُغادرها ، وهي لا زالت حتى اليوم ترفض عبارات العزاء أو التسليم بأنه غادر ولن يرجع.

رواية ام محمد لا تختلف عن روايات كثيرة لابناء طرابلس والشمال وتحديدا عكار التي فقدت عشرات الشبان على حاجز البربارة ، ورغم ان الجميع يسلم بان الحرب انتهت ويجب أن لا تعود الا انهم في الوقت نفسه ما زالوا يعيشون حسرة معرفة مصير من فقدوهم او العثور على قبورهم.

علي الحسن شاب من طرابلس ما زال الى اليوم لا يعرف السبب من وراء قتل والده على حاجز البربارة وربما جل ما يتمناه ان يواجه من قتل والده ليسأله لماذا قتلت رجلا لم يكن يحمل السلاح وكان في طريق عودته الى اولاده .

حسرة علي تقابلها حسرة من نوع آخر عند فاطمة جمل التي فقدت شقيقتها واولادها الستة بعدما خطفوا من منزلهم في منطقة الشرقية ببيروت ولم يعرف مصيرهم الى اليوم .

فاطمة التي لا تزال تبحث عن اي خبر عنهم، تحدثت لكاميرا ” التحري نيوز” عن معاناتها وتفاصيل خطف شقيقتها واولادها .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »